عند بزوغ فجر جديد وإشراقة شمسة الذهبية في المدى الوسيع وتبدأ الطيور بالغناء بزقزقاتها المختلفه وفي الضفه الاخرى تجد في اعلى تلك الربوة التي تكسوها الخضار ويكسوها الحشيش الاخضر الرباني وتتساقط قطرات الندى من على وريقات الزهور المعطره والتي تفوح منها في الاجواء ناشرة عبيرها ونسائمها الرائعه.
استيقظ صديقنا الكناري على هذا المشهد والذي رسمت لوحتة بأيدي اشهر الرسامين ونسجت بأجمل الألوان ولكن صديقنا الكناري كعادته بعد استيقاضه يجد كل شي متوفر له الماء والزاد وكل سبل الراحه المتاحه ولكنه كان مختبا داخل ذلك البيت البعيد مكتفياً بما يتنعم به على يدي صاحبة ومالكه.
حمله صاحبه الى احد الشرفات ليتمتع بنسيم الصباح العليل وليشذو بألحانة العذبة التي أعتاد على إطلاقها في حال السرور والبهجه وهنا وفي هذا اليوم بدأت المعاناة لطائرنا المغرد السجين ..
وفي تلك اللحظه احس بسجنه وقيده الذي يحيط به من جميع النواحي ويسمع الطيور تنادي وتقول له انت ... انت ...
ايها الطائر المسكين لديك كل شي ولكن لا تمتلك اهمها فأنت مقيد لاتستطيع الطيران معنا وأن تغرد بكل حريه لحنُ الحريه .
حينها اختلف حال طائرنا الكناري من طائر رقيق الى طائر اكثر عدائيا وكانت نظراته لصاحبه اشبه بالسهام التي تصيب الجوف وكانه يقول لصاحبه انت السبب في سجني ...
فهيا واطلق سراحي واطلق العنان لي، رغم ان طائرنا كان يعيش في القفص الذهبي المريح لاي طائر اخر ولم يدرك طائرنا بان هناك مخاطر كثيره ستواجهه اذا طار بعيدا فلربما يواجه الموت فهو معرض لهجوم الطيور المفترسه او ربما يجوع من قلة الزاد او حتى ربما يتجمد من البرد عند طيرانه في الاجواء ولكن طائرنا هذا اصر على موقفه اصر على أن ينال حريته وللحظة تملكه الخوف والصمت الشديدين وظل يرمق صاحبه بالنظرات الحاده نفسها ......
هل تظن بان صاحبه سيطلق سراحه ام يضل طائرنا السجين داخل القفص الذهبي صامتا ولا يمتع صاحبه بصوته الجميل هذه قصة صديقنا الكناري السجين اترك لكم ان تختموا هذه الحكايه بمخيلتكم ...
واريدكم ان تتخيلوا بانكم في مكان هذا الطائر الكناري لانني اعرف ان الكثير منا يعيش في الغربه عن وطنه واهله....
فلك احدى الخيارين :
الخيار الاول : الا يُفتح الباب لك ولا تترك القفص الذهبي وتظل سجينه رغم توفر سبل الراحه .
الخيار الثاني : ام انك تضحي بكل مالديك من راحه في سبيل الانطلاق والحريه رغم تواجد المخاطر والصعاب التي لربما ستواجهها .
اضع بين ايديكم هذه التساؤلات لربما نجد نهايه لهذا الطائر الكناري السجين في القفص الذهبي
تقبلوا مني كل التقدير والاحترام